بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
تشرفت اللغة العربيّة بنزول القرآن الكريم بها , وهي لغة استطاعت أن تعبِّر عن أدقّ المعاني ,
وتبين الفروق بين المعاني بفروق في الألفاظ , فمثلاً :
استخدام القرآن الكريم للفظ ( المطر ) لا يكون إلا للتدمير , فنجد فيه هذا المعنى
قول الله تعالى : ( وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل) , , وكذلك الرياح في قوله تعالى : ( ريح صرصر عاتية ) ,
مفرقاّ بين المطر والقيث , والرياح , والنسيم في المعنى.
وكذلك نجد المعنى الدقيق لاستخدام لفظ ( زوج ) , فهو عندما يستخدم يدل على التوافق بين الزوجين ,
كما في قول الله تعالى : ( وامسك عليك زوجك ) , مع مراعا ة استخدام هذا اللفظ للمذكر والمؤنث ,
واستخدام لفظ امرأة دال على عدم التوافق , أو الإشتراك في الكفر والضلال ,
وقد ورد ذلك في قوله تعالى : ( وامرأته حمالة الحطب ) .
وكذلك نجد فرقاً في استخدام لفظ مرضع ومرضعة , وفاقاً للمعنى والفرق بينهما في حرف التأنيث ,
فالمرضعة هي الأم , والمرضع غيرها .
وأمثلة ذلك كله كثيرة في القرآن والعربيّة .
فإنْ وفقت فمن الله , وإنْ جانبني الصواب والتوفيق فمن عندي والشيطان
منقوول